الوجدان والمشاعر حال انساني شديد الخصوصية، يجعل من التعبير الوجداني المباشر ليس فقط صوتًا يصدر من الفم، بل هو حضور يُعلن نفسه في نبرة، في ارتجافه يد، في دمعة لا تخجل من السقوط. إنه إعلان وجود في زمن الرقمنة، فالمشاعر حين تمرّ عبر الجسد، تستعيد طُهرها الأول. تنقّي ذاتها من رداء التزييف، وتصبح مرآة حقيقية لاحتياجنا لأن نُحب، ولأن نُحتضن، أن نُسمَع لا أن نُرى فقط، "فالإنسان يكتشف نفسه في علاقته بالآخر، لا في انعزاله عنه."وفي زمن يزداد فيه الوسيط الرقمي، تضيع فيه حرارة اللقاء، وسيظل التعبير الوجداني المباشر هو لغة الحياة قبل أن نتعلم النطق والكلام، فهل نجرؤ اليوم أن نكون هذا الحضور، لا هذه الرموز؟ أن نكون شعوراً حقيقياً لا مجرد ايموشن بلا إحساس وبلا معنى؟